منتديات غرام

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
و التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
شكرا
دارة المنتدي مع اطيب تحياتنا لكم
منتديات اسيل الغرام
منتديات غرام

عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
و التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي سنتشرف بتسجيلك
شكرا
دارة المنتدي مع اطيب تحياتنا لكم
منتديات اسيل الغرام
منتديات غرام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات غرام


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
أهلاً وسهلا بزوارنا الكرامفي منتديات أسيل الغرام نتمنى ان تكونو دائما معنا

 

 ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي))

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الغامض
الــمــديــر الــعـــام
الــمــديــر الــعـــام
الغامض


الأوسمة وسام المدير العام
ذكر
المشاركات : 387
تاريخ التسجيل : 27/12/2009
الموقع : www.hhh-2.roo7.biz
الوظيفه : صاحب ومدير منتديات
المزاج : مـتـعـصـب

ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي)) Empty
مُساهمةموضوع: ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي))   ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي)) Icon_minitime1الأحد مارس 14, 2010 2:26 pm


كما بقلٍ تسلّق ساق نخلٍ +++++ ليظهرَ ناشطاً رغم الهمودِ!
ولولا الساقُ كانت ما تبدّى +++ خفيٌّ أو تمتّـع بالصعـودِ!
ولو طلعت عليه شموس شعري ++ خبت نيرانه حتى الخمودِ
!

وهذا هو الجزء قبل الأخير من الديوان

الفرح الأكبر

في منتصف الليل وأبعد
تشتعل مصابيح الفرح الأكبر تتوقّد
تجتذب إليها كل فراش الليل
وفئران البارات !
تهتز الأوتار النشوى ترقص
أفئدة عذارىالليل وعشاق السهرات
تزداد الجلبة تنبعث جميع الفئران
تنطلق حناجر أموات القلب
تجود بما فيها من حقدٍ أسود !
في منتصف الليل وأبعد ..
والناس رقودٌ هُجَّع
إلا من قارئْ !
والطرقات خلت إلا من قطط الليل
تموء على إيقاع العازف في جوف الليل
وأبناء الليل يدقون طبول الفرح الأكبر ..
--------------
نشرت في مجلة العلوم الغزية / عدد 93 ص31


والثمل يجرُّ الذيل ، ومائدة تنشر ..
يشتدُّ الفرح يعربد أبناء الليل
في منتصف الليل .. شرابٌ دخان
عطرٌ ينثرُ .. سكَّر..
يشتد الفرح يعربد أبناء الليل
صفيراً .. قرقرةً .. رقصاً .. مَيْل ..
لا يسع القارئَ ، جارَ الفرح الأكبر
إلا أن يقفل كتبه
وينام.. ينام !
ويظلُّ يعربد أبناء الليل
وينسون سماجة ليلٍ طال وقرَفَ ظلام
وأخا درسٍ يُمتحن صباح الغد
ما عاد بأذنيه وذاكرته
إلا دندنةُ الأوتار وقعقعةُ الطبل !
ويظلُّ يعربد أبناء الليل وفي رأس العين
وساقية الجسر وَيحْمُر
أطفالٌ ما عرفوا البهجة يوماً أو ناموا الليل
ما عرفوا إلا طعم الويل
تبادله داناتُ الخصم ورشّاشات الخِلّ !
والبيروقراطيون الحكام !

خلف مكاتبهم يرتشفون ( القهوة ) بالهيل
والزعماءُ الأعلام
قد شهدوا أبشع منظر
لضحايا الحرب
من فوق الشاشات وهم مضطجعون
ويقولون سلام !!
ليجيء الفرحُ الأكبر!!

يوليو تموز 1979 م











جِــــــلاد

كأنَّ فم المقادر إذ ينـادي يقول قد ادخَّرتك للجِـلادِ
ويهتف بالفؤاد نداءَ صبرٍ يكون به غداً نبضَ المراد
و ما كل النوائب فيك تَترى سوى أثر المِحكِّ على الزناد
وإن التِّـبر بالنيرانِ يُبلى
وليس يَنالُ من تبرٍ عـوادِ !
ستحصُدُك المناجلُ كي تُنقّى وتعجنك الليالي بالسـُّهاد
ويوريك الصباحُ على شعاعٍ وتنظمك المطارقُ في نجادِ
فلا عجبٌ إذا أُشعِلْت ناراً
إذا ما الأمر أعوز نارَ زادِ !
ولا عجبٌ إذا رُكّبتَ جسراً عليه يمرُّ صحبك للأعـادي
ولا عجبٌ إذا أُمطرتَ مـاء تعلُّ به الصوائمُ والصوادي
فأنت الذخر للأوطان ذخـرٌ يكون به الفدا يوم التنادي

سبتمبر أيلول 1979 م







صـــعـــود
مقراضك الفاغرُ فاه كالقدر !
مسلطٌ على فريسة الزمان ينتظر
مسلطٌ على أشعة النهار كلما
أرسلها فجراً جميلاً قصَّ أطراف السحر !
مسلطٌ على الجنائن الخُضَر
قبيل أن تهيئ الثمار يقطف الزهر !

معولك الذي إليه لم يُنَط إلا الحفر
يملؤها حجارةً حيناً وتارةً بشر
وكلما بنيت في جدار أحلامي حجر
حطمه فوق العظام والغرر

هاأنت فوق العرش تزدهي به وتفتخر !
ويحمل العرش من الشمال ..
منجلٌ ومطرقة
أما عن اليمين فالنجوم والصليب
-----------
منعت االرقابة الإسرائيلية نشر هذه القصيدة بمجلة البيادر الأدبي في حينها عام 1982 م


عليك حارسان ليسا يسأمان من سهر !


وموقفي أنا الغريب !
يعود مثلما بدأ
فها هو الأقصى عن الشمال
حائطٌ من النحيب
وزمر الأموات حولي يرقدون في خور
كأنما عليهمو قد قرئت " لا يبصرون "
وها هو المنبر عن يميني القريب
يهتزُّ بالخطيب
يزلزل الأسماع يفلق الحجر !
وأنت يا مِنْجلُ أو صليب !
تقارع الفضاء تقذف الشرر!
وتعلن الهبوط في مركبةٍ على القمر !
وعندك النعيم يا مولاي والعذاب
ودرجك المسحور فيه جدول الحساب
وعندك الشراب والسراب
وحولك الزبانية
يسعون بالقيود والجِراب

ما يفعل الأسير بين ضَّبةٍ ومطرقة ؟
مسافراً حط الرحال عند أول السفر !
مسافراً إلى القمر ..
تعطلت به سفينة الفضاء فانتظر !
سيكمل الصعود ..
سيكمل الصعود ..
حنى وإن جوّالتك
في البرّ والبَحَر !
لم تسأم التجوال صبحاً أو سحر !
وكلَّ حينٍ في الطريق تزرع الحفر !
سيكمل الصعود ..
ومن جديدٍ سوف يبدأ السفر !

ربيع أول 1402 هـ يناير كانون ثان 1982 م




حفريات

ولو أنت بعت القضية !
ولو قد زعمت بأني دون هوية
وأيدتَ أن تتغير
خريطة زيتونتي وحدود الصنوبر
ولو قد شربت كئوس المودة
على نَطع ذبحي !
وعانقت من ذبحوني بشدة !
ولو قد خفرت الذمار
ولو قد أبحت الديار
فإني هنا لن أبيع القضية
وإني هنا وجوابي هو الرفض
لأية صفقة ،
تُوقَّع من فوق نعشي !
وإني هنا قد نقشت على تربة الأرض رسمي
------------
نشرت في مجلة البيادر الأدبي ـ العدد الثالث والرابع تموز 1990 م


وعَّمقت نقشي
وإني هنا قد زرعت مع الزعتر الجبليِّ بها قدميّ
وإني هنا قد حفرت على جذع زيتونها اسمي
وكان المداد دماءً زكية
وسجلته في ملاءة ليل بطىء انتقال النجوم
وكان المداد بروقاً سنية
وكان اليراع زناداً قوية !
وسجلته عند بوابة القدس والأفنية
وفي شرفات المآذن والأبنية
هتافاً يجوز الفضاء رعوداً دوية
وسجلته عند أقصى الديار ..
نداءً .. حصىً .. علماً .. عملية !
وسجلته فوق شاهد قبر يضم الرفات الوفية
وسجلته في مشارف صيدا وشطآن بيروت
تسعاً وسبعين دورة أرض
ثباتاً وصبراً ورفض !
فكيف يقال بأني دون هوية
وكيف يقال بأن حدودي فيما وراء القرى
ونقشي على كلِّ جذعٍ لزيتونةٍ صابرة
وكيف يقال بأن المعالم رثَّت وأن المعرّف مات
وأن القرى لم تعُدْ عامرة ؟
وُصُبَّيرها ما يزال سياجي حول الرُّبا النائمات
وكرمتها لم تزل عاطرة
وبيتي القديم ،
هناك أساسٌ له نام بين الهشيم
ستُبعث تلك الربا النائمات
وتصحو القرى ذات يوم
وينهض كلُّ رهين السبات
ويعرف نحو القرى دربه المستقيم
وأحضن بيتي القديم
ويشهد من في سبيل القضية مات
ومن قتلوه وباع القضية
بأني لم أقبل الضيم يوم
ولم أقبل الاندثار
ولم تنطفيء بين جنبيَّ نار
ولا خاب عزم
ولا تاه قبرٌ ولا ضاع دم !

ستصحو القرى ذات يوم
ويشهد زيتونها أنني لم أضيِّع حدوده























ويشهد صبَّيرها أنني ما أبحتُ السياج
ويشهد من مات لم
يبدّلْ عقيدة
بأنّي لم أقبل الشرك لم أقبل السَّوم يوماً
ولم أخشَ في الله لوماً

ستبُعث تلك القرى النائمات بعزّ النهار
ويشهد بيدرها أنني ما نسيت البذار
ويشهد من مات والفأس في قبضتيه
بأني لم أقبل البيع والعهدُ باقٍ عليه
ولم أقبل الانشطار

ستبُعث تلك القرى من سباتٍ وتصحو
ويسري بأشجارها الُّنسغ حتى الثمار
وتزهو وتسخو
وينعقد السامر البلديُّ وطبل الصغار
بشهر الصيام سيعلو ويحلو
وتولد حاراتُهم من جديدٍ وتنمو
وتحفل بالفتية الغرِّ حفلاً وتزهو




وتشهد أني حفرت على جذع زيتونها والهواء
نشيد البقاء
ولم أقبل الاندثار !
أغسطس آب 1982م










عرفت دربك
إلى روح الشهيد خالد الإسلامبولي

في زمنٍ غابت الشموس وانكسفت
كلُّ البدور .. ولم تخفِقْ بنورٍ
مناراتٌ وكان ضباباً والقلوب قست !
وقال فرعون إني ربكم أحدٌ
فلا أريكم سوى ما أرتأيه أنا
عرفت دربك يا خالدُ وسط دروب التيه وانقشعت
عن ناظريك غيوم الليل وانطلقت
منك الرصاصات في قلب الخنا
وكان هامان صرحاً قد بني!
لعلَّ فرعون يبلغ السبب !
وكانت الجند راكعين له .. !!
صحت الفداء .. وجب !
خرقت صفَّهمو لا راكعاً غير ما
--------------
نشرت في صحيفة الاستقلال الغزية عدد " 22"
5 أيار 1995 م في الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد خالد الإسلامبولي


لله أطبقت صرح الكافرين على
رءوسهم ، قيل فادخل جنة الله قلت :
" يا ليت قومي كانوا يعلمون بما
أُعِدّ لي في العلى .. يا ليتهم !

عرفت دربك يا خالد نحو العلى
عرفت أي فلك ؟
تدور فيه بليلٍ طال غيهبُه
فكنت بدراً أضاء درب من قد سلك
وكنت برجاً هدى من ضلَّ كوكبه
وكنت نجماً و أفلاك السماوات لك !

سهرت ليل اللقاء في اشتياق
وكنت ترنو إلى هناك ..
حيث الصّحاب ..
وتستحثُّ اقتراب فجر ذاك اللقاء
وكان خلف جدار السجن صوتُ ذهابٍ
-----------
* أعدم الشهيد خالد الإسلامبولي من قبل السلطة المصرية
15 إبريل نيسان 1982م

وإياب ..
وطال ليل الغياب
وبين إغفاءة المنى وقهر القيود
رأيتهم يقبلون في بياضٍ من الثياب
عليك بالبشر والعناق
وكان في فمهم نشيد
يعلو على صَخَب الجنود ..
والقفل والحبل والوثاق
يقول : للخلد يا شهيد .. !!
يقول : للخلد يا شهيد .. !!

أكتوبر تشرين أول 1982م









تجديد البردة *

في مدح سيد الخلق محمد ( صلى الله عليه وسلم )

إن الهوى من ذنوب الناس في اللَّممِ
فأصدع بأمر الهوى واسمع لذي نغمِ
يشـدو لمن أربعٌ بالواديين عفــت
رسومهن ولم يحفـلن بالـرُّسُــم
كأنَّ أطلالها بالأمـس مـا غنيت
بالقوم والسامرَ الأهليَّ لـم يَقــُم
و لا النوادي بفتيان الحمى حفلت
ولا أحاط جنود الدار بالعلـــم
ولا سعادُ أمالت باللَّمى مهجـاً
ولا الهوادج مـا لت بالمها العُصُم
يا من يلوم على حبٍّ جهرت به
لا أسـتطـيع مـداراةً فـلا تـلم
عُلقَّتها يا هوى الأحباب في زمنٍ
رقَّت وراق ولم تمكث ولم يــدُم
------------
* نشرت في مجلة البيادر الأدبي العدد / الثالث حزيران 1992 م



ما كان ذنب الهـوى لكنه قدرٌ
مبدلٌ حالَ من نهوىَ على رَغَـمِ
يا هاجري والهوى وصلٌ ومصرمةٌ
كالماء في نـَهـَرٍ حيناً وفي ديـمَ
لا تنأ وحدك إني عنك منصـرمٌ
دعا فؤادي من يُهوَى بلا صـَرَم
دعا فـؤادي حبٌّ لا مثيـلَ له
أو عنه من بدلٍ في الـناس كلهِـمِ
محمدٌ خير خلق الله قاطبــةً
وسـيّد الرُّسـلْ والنبـراسُ للأمـم
قد جاء بالحق نوراً يستضاء به
ويسـتجار من الظلماء والبَهـــَم
هذا البشير بميلاد الهدى علماً
وذاك بشـرٌ سرى في الوهْد والعلم
وضاءت الشام من نورٍ لآمنة
حتى ترى الإبل ترِدي في ذُرا الأَكَم
وانشقَّ إيوان كسرى وانطفا لهبٌ
ما انفك حتى أوانِ الوضع في ضَرَم
عـلائم الله فـي بعـثٍ يكـون لـه
شأن علا لم يكن للنجم والسّـــُدُم
به قد اختتمت في الناس واكتملت
شــريعة اللـه والآلاء فـي تمَـمَ
وقرَّ في الأرض للإسلام دولـتُه
دينـاً من الله فوق الوضع والنُّـظُم


الشرق يعلم أن النهج منهجـنا
والغربُ مهما أشاح الوجه غيرُعمِ

نهجٌ من الخالق الأعلى نسير به
أم من يسير على دربٍ من الوهَمَ ؟
بوركت يا أحمدُ الهادي فمن خُلُقٍ
جمعت للعلم صار البدرُ في التَّممِ!
أنت الأمينُ وأنت البرُّ محـسنه
إذا المثال جرى في الصدق والكرمِ
وما السموءل بالأوفى ولا حَنِفُ
إزاء حلمــك والإيفـاِء بالحلَــم
لكن سجاياك لم تُغْفَل وساطتـها
حتى سرى الهَدْى بالأخلاق في الأمم
سرى فجاوز أرض الصين واصطلحت
على مباديــه جند الـروم والعَـجَم
وقامـــت الدولة الكبرى سُحارتها
في مصر والنـحر في القوقاز والقرِم
إن الضعيف قويٌ في حكومتـها
حتى يقـادلـه مـن ظـالـمٍ غَـلـمِ
والناس إخوةُ دينٍ والولاة بهــا
والحاكمـون كمـا الخُـدَّامِ والحشــمِ
لقد علا دولة الإسـلام منبرُها
بحاكمٍ قبـل محكـومــين ملتـــزِم
حتى إذا تركوا حكماً بمنهجـها
ولم يفـوها إلتزامــاً بعـدُ لم تَـدُم
قد بدَّلوا حكم رب العالمين وهل
بعـد الذي خلق الأحـكام من حَكَم؟



فبدَّل الله مـــن حالٍ وأركســهم
في حمأة الذل بعــد العزِّ والشمم


يا صاحب البردة الأولى فكلُّ يـدٍ
لبُردةٍ منك سـيماها وكلُّ فــم !
جدَّدتُ بردةَ مدحٍ أنت بادئها
أرجو بها حسنَيَىْ بدءٍ ومختَتَــم
وأسأل الله في شعبٍ سها ولها
وبات مرتهناً بالنصـل والوضــَمِ
تناهشته شعوبٌ لا خَلاَق لها
لما على الدين والأخلاق لم يَقُم !
يا ربِّ إن لم تداركه بمرحمةٍ
منك انتهى عند بدءٍ من خُطا الأمم
يا رب واسمع لداعٍ أنت قبلته
مـوسـلاً بالنبيِّ الصـادق العَـلَم
وصلِّ ربّ وسلم دائمـاً أبداً
على حبيبــك خير الخلـق كلِّهِمِ
على الرسول الذي أبلى وأبلغ ما
حَمَّلته لم ينُؤْ بالحمل أو يَــــرِمِ


ربيع أول 1404 هـ
تشرين ثان 1983 م



شــــرف
إلى روح الشهيد شرف الطيبي

يـا نــداءً إلــى العلى أورث المجـد والشــرف
عـاليــاً فـاْبـقَ داويـاً
كلمـا جرحنـا نــَـزَف
باعـث الصـوت مرعداً والحصى يـُرعِف الأنـفُ !
كيـف ذا يرهب الـردَى
والعدى مـنه تـرتـجف ؟!

أعلِـمْـتم لِـم الفـتـى يهـب الـروح والبــدن ؟
ويـبيـع الحـيـاة مـن غـير أن يقبـض الثمـن !
إنــه الحــق منهجـاً إنـه الـديـن والـوطـن

قل لـمن ذمَّ بـذلـــه أين من كـفِّـك النــدى ؟
هـذه فْــتِيـة الحمـى هـذه جبـهـةُ الــفـدا
مـن جريـحٍ معصَّـبٍ وجـريءٍ عـلى العــِدى
وشـهـيـدٍ طـوبـي له
جنة الخلــد موعـــداً

هو عـالٍ وإن هــوى هو حـيٌّ وإن هـمـَد !
روحـه في السـما وإن جسـمُه في الثرى رَقـَد

































طـائل النـجم لا تسـلْ عن غُـثـاءٍ وعـن زَبــَد !

كـيف لا يـعلم العبـاد أن درب العــلى جـهـــاد ؟
ويــؤُمـــّون صـائــتــاً
غيـر ما الـقول ما أجـاد
صحوةً يـا صحابـنا لا يلــى بعـدهـــا رقــاد
صـحـوةً نجتـلي بـها صـحـة الدرب والــمـراد

للـعلى للعلى فـتـىً قـــدَّم الـروح والـدَّمــا
لـم يـبـالٍ الردى متى نطق الحقَّ مـسـلمـا
ورأى الخِــلَّ هــاجـراً ورأى الخــصـم مجــرما

قــل لبــلــفورَ واعــداً
أرضَـنا غــير قــومـنـا :
سوف نعطي بكل شبرٍ مـن الأرض مــــــؤمـــنا
ســوف يعــلو لواؤنـا خافق اللون والــســنا
رغــم خــذلان خـِلنــا رغم طغيانِ خــصمنا
 

23نوفمبر تشرين ثان 1984 م
ربيع أول 1405 هـ




ربـــيـــع

إذا الـربيــع أتى وامـتاز رونـقُه
وجلَّل الكون من صحوٍ ومن عطِرِ
وقد بـدا الحسـن في حيٍّ وفي جَمَدٍ
حتى أَطلَّ مـن البـيــداء والحجــرِ!
فانشــُدْ ظـــلال محَّواةٍ مفَـــوّحةٍ
تسلقت ســور بســـتانٍ من الشـجر
وانعْم بعَرْف أريج من ثنا زهرٍ
وقــد تفـتـح مـنه الـكُمُّ فـي الـسـَّحَر
واشهد مع الورد شرحاً لا نظيَر له
وأَشــهِدِ الجـرحَ أنقـاضـاً مـن الحفـر
وأطلب مودة فتيانٍ جحاجحةٍ
في اللهو كالجدَّ لا يخشون من خطر
وشادن كضياء الصبح مبتسمٍ
فيهم كمـا أنجـم دارت عـلى قمر
ما شدَّ من وترٍ أو ما شدا نغماً
إلا انثنينـا وفينـا نشــوةُ الظَّفـــر !
يشدو لمن سَمَراتٌ في الربيع زهتْ
بالشــاطئـين فــدير النـخـلِ فالسطـرِ
ورابيــاتٍ عليها الشاءُ سـائمةٌ
ودونـهنَّ بيـوتـاتٌ مــن الــشَّـعَرِ
فيهن ريمٌ كأن الحُقَّ رقبتُه
زجاجةٌ شفَّ منها الماءُ في السَّــحر
والشمس لولاه لم ترسلْ أشَّعتها
والبــدر لــولاه فـي الآفــاق لم يُنِرِ!
مررتُ بالحِّي حين الوقتُ كان ضحىً
والأرض حافـلـةٌ بالشــــاءِ والبقَـر

وكان يرعاهما في البدو راعيةٌ
ما مثــلهــا كان في بــدوٍ ولا حَـضَرِ
في كفِّها كعصا موسى ملوحةٌ
بـــها لدرء مُجِــدَّات من الخطــر
تخفي وتكشـف عن وجـهٍ كأن بـه
مـن الشـقـائق تـلـويـنٌ عـلى دُرَر
يكـاد يُفلــت منها الحســــنُ منبلجاً
كالصبح لولا سحاباتٌ من الخُمُر
لا تعذِلنّي على وصفٍ أُخذتُ بـــه
من الكواعب من يصرعن كلَّ جري!
مر الربيع وجاء الصيف منتشــياً
كــأنـه حــلـةٌ مــن لابٍ ســــَعِر
كما الربيع أتى ثم انقضى ومضى
يوماً ســنذهب ركــباناً عــلى الأثرٍ !!

1984م





الشــاعر . . الثائـــر

حين وجدتُ الرقم الخامسَ يحكم فيَّ ويقضي !
ووجدت الرقم الأولَ يهذي !
ووجدت السارقَ يتهم المسروق
والشاهدُ بهتاناً يمضي!
ووجدت الليل تمطَّى ، والصبحَ المرموق
لا يؤذن بشروق ..
ووجدت أخا الصوت
بكلامٍ يبتاعُ الموت !
يعطي مورفين التسكين
يقبض دينار التأمين
أعلنت على ملأٍ رفضي
وتحَّولت .. لشاعر
يتغنىَّ أمجاد الماضي
يبكي سُخف الحاضر !!

حين سمعت الصوت بوعظٍ إيماءً ونعاساً يبتاع !
ويقايض تخديراً بأمان ..
لا يخشى البعدَ السادسَ أو يخشاه البعد
ليس يَرُوع ولا يرتاع !!
ذلك أعطاه صرف السمع عن الصوت
وقال عنه : طِحْن هواء ..
هذا أعطاه غضّ البصر عن الموت
وقال عنه : قضاء !
وله حافظةٌ ببغاء
صبحَ مساءَ تكرّر دعواه !
والنشء مع الأميين ..
ما فطنوا قالوا : آمين !

يوم قرأت السطر التخديريَّ بصُحُف الكُهَّان
وانتشرت في الأرض
رائحة المورفين
أعلنت بأني ثائر
وتحولت لشاعر
بربابته يطوفُ يسافر
في كل دروب الأرض
يعزف ألحان الرفض
يتغنى بنشيد معاناة الزيف

ونشاز الصوت الصادر
من أحذية جلاوزة السلطان
حين تمر على أرصفة الخوف
فتردِّده ببغاوات الخصيان
حرفاً حرف ..

وتحولت لشاعر
حين وجدت الساحة يملؤُها الشعراء
يتغنون بجفرا ، لوركا .. سُلْمى
أحدٌ منهم لا يذكر ذات عقالٍ أو أسماء
وحسينٌ رأس الشهداء
في سوق عُكاظٍ باعوه !
بضفيرة حسناء !!

وتحولت لشاعر
يهمس يسمع بالقلب
من خُلَصاءٍ أو صَحْب
حين عرفت بألا جدوى
من تيار الصَّخب .. !!
وعرفت غثاء السيل
وجماهير التصفيق
وطوابير رهان الخيل !

وتحولت لشاعر
بربابته يطوف يسافر
في كلِّ البلدان ..
يعزف موالاً للصبر
حتى تظهر مركب نوح ..
فيها من كلٍّ زوجان
حين عرفت بألا جدوى
إلا بالطوفان ..
طوفانٍ يغمر كل الأوثان
وإذا أبقى شيئاً
لا يبقى إلا الايمان !!

شوال 1404 هـ








هو الجاني عليه !

ما الذي علَّمني الرفض وأن أنطق لا ؟
ما الذي عَّودني الصبر على الجرح العريض ؟
وعصا الجلاد يهويها صباحاً ومساء
ما الذي علمني أصمد للقذف وللطعن البغيض ؟
" إنه زيف البضاعة ! "

فانفُثي يا رأس أفعى التبن أوضار سمومك
وانشريه في الجماعة
انشريه في دماء الصبية الأغرار طاعة
وعلىَّ أَعلنِى حرب الإشاعة !
كذبك المكشوف والإفك المريض
لن يهزّا فيَّ مقدار لُعاعة !

وأَدرْ سحرك يا كاهن موفور البراعة
ساعةً بالزيف أو بالإفك ساعة
لن يغطي زيفك المكشوف والسحر اللعين
أعيناً فيها بريق العارفين
وانتظر يأيها المسكين حكم التائهين
في دروب الغش منك والفظاعة
... فلكَمْ حتفُ خطيب
كان يوماً في بيانه !
ولكم حاوٍ رداهُ
كان يوماً بين فكَّي أفعوانه !
ثم خطُّوا فوق قبره :
" إن هذا هو من كان الضحيَّة
وهو الجاني عليه!! "

آب 1984 م







تـــــــوبــــة
عاد المحرّمُ والحرماتُ نأتيها
وهلَّ عامٌ وفي الأكبادِ ما فيها !
يا يوم هجرة خِدْن الله هل عِظةٌ
مما بدا لرسول الله نُحصيها ؟
وهل محَّرم هذا العام يبعدنا
عن الذنوب ويُبلي ثوب ما ضيها ؟
يا نفس إن لم تكفّي عن هواك يداً
فالنفس سوف ترى ما ليس يرُضيها !
يا نفسُ ذا اليوم إن لم تُقلعي فمتى ؟
والعمـر إمـا دِقـاقٌ أو ثـوانـيـها ..
أليس يكفي ك تسعٌ من سنين مضت
بعـد الثـلاثين لـهـواً منـك أوتيـها ؟
ندمتُ يا ربِّ منذ اليوم وابتعدت
عـن المعاصي أيـادٍ كنـت أُدنـيـها
يا ربِّ فاقبلْ رجوعي واستجبْ ليدٍ
مددتُــها ودمـوعٍ هـا أُســجِّيها !

محرم 1406 هـ /1985م






ســأقـولهـا

سـأقولهـا ويعـيد حادينا فاسمع فريداً من أغانينا
سأقولها في الأرض مشرقةً طلقَي تُغرِّب بالقئولينـا !
سأقولها حتماً وإن جزعت منها نفـوسُ المسـتريبينا
إنا على درب الجهاد فما للـقاعـديـن مـبـوّأُ فينـا
اللـه غــايـة أمـرنا ولـه
أعـمالُـنـا لا للــمكـافــينـا
وكتابُه دســتور دولتنا ورضـاؤه أقصى أمـانينـا
وخلافةٌ في الأرض رؤيتنا عـدلاً ولو كـرِه المراءونا
والحكم بالاسلام منهجنا
شاء الروافض أم أبَوا فيـنا !
نمضي لغايتنا بلا مللٍ أو قهـقـري تثـني أوالينــا
نمضي ولو كان المنون لنا ركباً على الجَنَبات يحدونا
يا مرحباً بالموت إن قَصُرت أعمـارنـا والعـيـش قاليـنا
ولنعم قبرٌ ما انتهى أجلٌ
ولبـئـس قصُر الـذل آوينــا !

1985م





دربي وعقيدتي

بحبل الله ركــني واعتصـامــي
إذا رَكَــن المريب إلى الأنــامِ
ولا أدعو ســوى الــرحمــن رباً
إذا زاغ الـــدعيُّ عن التـــزام
وأرفـعُ لاإلــه ســـواه نهجـــاً
ولو لاقيتُ في رفعي حمامي
به العــزَمَات لــيس تُفــَلُّ مـني
ولا يـنبــو بواقعــةٍ حســامي
ولا أرتَـدُّ عــن نهــجٍ سديدٍ
ولا أنـــزاح عـن دربٍ قــَوامِ
ولا مِنّي العقيدة في اضطرابٍ
ولا منّي البصيرة في ظـــلامِ !
هو الإسلام دين الله نهجـــاً
بــه قــــد كـان عــزّي والتئـــامي
وهدَّمت الصروحَ صروحَ قومٍ
عـبـــادٍ للتــمـــاثيــل الـعجــامِ !
وكِسْرى قد تكسَّر بي وناراً
له أطفـــأتُ من طول احـتدامِ

وقيصرُ إذ قصرتُ له سيوفاً
طـوالاً في اللقــاء والاقتــحامِ
وكنت إذا غزوت الكفر فيهم
يدبُّ الرعبُ من قبل الصــدام !

وكان مناط أمري كل حــينٍ
جـهـــاداً فــي ســبيل الله حــامِ
به أحمى الحقيقة دون سَوْمٍ
وكم ضاعــت حقــوقٌ بالسَّوام
وأحمي المستجيرَ بغير سؤلٍ
وأوفيــه الرغــائب والمــرامــي
ولكنــا نــلوذ الــيـــوم لوذاً
ليحمينا من الأعـــــداء حــامِ !!
ونطـــلب رحمةً منهم وننسى
رحيماً في الســماء على الـدوامِ !
ويسعى الخاذلون لنيل سـلمٍ
يكون به صغَـاَري وانعــدامي !
ألا يأيها الساعون مهــلاً
لســلمٍ سعــيكــم أم لاســـتلامِ ؟
نسلم فيه للأعداء أرضاً
تـــدوم له بتوقيــع الأســـامي
ونطوي حقَّ آلاف الضحايا
ونطمــس أحرفاً رهن الرِّجـام
ألا يأيها الســاعون مهــلاً
لنصرٍ سعــيكم أم لانهــزام ؟

تعود به رءوس العرب نكساً
فـــلا يعــتز إســـلامٌ بــهـــامِ!
ألا يــأيهــا الســاعون مــهـــلاً
علــى ســعىٍ يقــود إلى رَغَام
وينعــدم الــــوفــاء به لأهـــلٍ
وأحبــابٍ قضَـوْا تحت الرُّ كام !
أيقضي السابقون على ثفـالٍ
وننعم في المطارفِ والرخــام ؟!
وتغدو دعوةُ الإسلام فينــا
مـــداراةً لأعـــداءٍ خـــصــامِ ؟
فأقبحْ بالبديل سلامَ خَسـفٍ
عن الإقدام في الحرب العَقَام !
وأُولى القبلتين أنين طفــل
هشيم الرأس في قسم العظام !

وأمٍّ قد أذاب الثلج َمنها حرارةُ أدمعٍ سَجْلٍ سِجامِ

ألا هُبّوا عباد الله هــبّوا
وأقصــوا عنـــكمُ ثــوب النيــام
وأعلوا راية الإسلام أعلوا
ليحـمي قبـــلةً في الــدين حامِ
لقد كان الإله لنا نصـيراً
بإيثــار الرِّبـاط على الــمقــام
فإن نؤثر قعوداً لا نصيرٌ
ولا نصــرٌ لنـا حتــى الســآم



! وإن نرجُ السلامة ذاك موتٌ

معلِّلنــا أشَـدُّ مــن الـــزؤام !

1986م




توقيع رفيق أحمد علي +polat alemdar

عداي لهم فضلٌ عليّ ومنّةٌ
+++ فلا أبعد الرحمن مني الأعاديا
هم انتقدوني فاجتنبت مساوئي
++ وهم نافسوني فاجتنيتُ المعاليـا

ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي)) User_offline [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رفيق أحمد علي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[right]
ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي)) Post_old 08-16-2009, 03:08 PM #[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
vbmenu_register("postmenu_56761", true);

عميد اللغة والشعر
[center]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: غزة
المشاركات: 299
ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي)) Reputation_pos
Rep Power: 2



ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي)) Icon1


شكراً لكل من مر على الديوان أو علق .. وهذا هو الجزء الأخير من الديوان :
["
الــرقم الغـــائـــب

قد طال الغاسـقُ غيهبُه
والصبح العاشقُ يرقبُه
ويكاد يضيع العمر وما
حقق راجٍ ما يطلبـه !
يا عينُ متى ليلكُ يجلو؟
عن صبحٍ بادٍ كوكبهُ
وتَرين الـفجر معايـنةً
لا رؤيـا الـنائم تـكذبُه
خدعوك طويلاً فانتبهي
والـزيف تعالىَ نشجبه
وذَرِى الأحلام وما كذبت
والكاذبُ هياّ نحصبـه
والرقم الغـائب نحضره
والعدد الزائد نشطبـهُ
 
يا عين وبيعي من باعا
ورمى لك في الدرب متاعا !
واعتمدي النفس وخالقها
لا مخلوقين وأتباعاً
ما مثل النفس لها ردءاً
أو غير الله لها باعـا

أو صحبةُ صـدقٍ وزراءً
أو إخوةُ دينٍ أشياعـا
يهدون على درب المولى
للمجد القـادم صُنَّاعا
 
رهباناً بالليــل قيـاما
فرسانـاً بنهـارٍ هاما
للـه الـواحـد ما عملوا
والوحـدة هدفٌ يتسامى
قد كـان رسـول الله لهم
نوراً والصحـبةُ أعلاماً
وجهــادٌ فـي الله طـريقـاً
قِـيَمـاً والـرمـزُ القسَّاما
والمـوتُ أجــل أمـانيــهم
لتعود الدولــةُ إسلامـا !


1986 م







الغضــب

ما ذا يقول دم الشــهيد وقـد روى منه البــلاد ؟

وتعطرت منه الرُّبا وتزيّـنت منـه الوِهاد
وتلونـت مــنه البيـارق حــمرةً بــعد السـواد
ماذا يقول ألا اســمعوا
صوتاً يصيح من الرمــاد :
لا تســكبوا عــند اقترانى بالثَّرى دمع الحــداد !
بـل أرسـلوها تخـرق الآفـاق " حىَّ عـلى الجهاد "
 
مـا ذا تـقـول إذا رأت ولداً لها أم الــشهيد ؟
والثـغرُ مـنه يقـبل الـطين الـذي ضـمَّ الجـدود
والصـدُر منـه مـضـرّجٌ
والمـوت يأخذه بعـيد !
أتقـول ويـلـي بعــده وتُنيب كـفَّيها الخدود وتمــزّق الأثــواب ؟ كـلاّ .. بـل تـفصِّلها بنود !
وتقـول حمـداً للإلــه وتُتبـع الحمدَ النشـيـد

فاقرأ على الرايـات ما قالـت وسطّـَره الـبنون
" عـرسٌ " فـلا أحـد يعزّيـني ولكـن هـنِّئون
ولـكُم دعائــي مثـله " عقـبى لكم تستـشهدون "
واقرأ على الجـدران ما كـتب الشـباب المؤمنون :
" لا تحســبنَّ مُــقَتـَّلاً مستـشهداً ميْتاً يكـون"
لـكـنـه حــيٌّ وإن
كـنتم به لا تـشعرون !


واقرأ على الأسـوار والأبواب ما كــتب الطلائــع
أنشــــودةً غنّـَى بها الفتيـان فـي كـل الشوارع
ورمَوا عـلى الـمحـتلِّ بالنـّفط المسعَّر والـمقالـع !
لا حـلَّ إلا بالجـهـاد ولا دواءَ سوى المدافع !
واسـمع نـداء مؤذّنٍ ينساب من كـلِّ الجوامع
" اللــه أكــبر لا بقـاءَ
لغاصبٍ فينا وطامـع !

يا مسـلمون ويا عرب !
وجب الجهاد لقـد وجبْ !
ما عاد وقـتٌ للـرضا لا وقـتَ إلا للغضـبْ !
غضب يدُّ ك من اعتدى
غضب يزلزل من غصَبْ
غضب يزمجر كالرعود وكالعواصف والشّهـب
غـضبٌ يثـير الأرضَ بــركانـاً ويـشـعلها لهـب !

مـا دام حقي ضـائعاً فأنا اللظي وأنا الحطـب
ما دام فينا العَسْـفُ لا كانت حيـاةٌ أو طـرب !
لا كـان إلا الـصارمُ الـبتـّار والـجيــش اللـّجِب !

والله أكـبر ترتقي
فوق الـقسـاطل والسُّحب
نـرمي بـها المـسـتكبرين عـلى النـواصـي واللَّـبب
نـرمي بهـا فـنـصيب حتـماً لا احتـمـالَ ولا كـذب

وإذا بغيـر سـهامها يوماً رَمـينا لم نُصِبْ !

عشرون عامــاً قبلها عشرون صارت أربعين !
والشعـب يشــكو ذلَّه وشـتاتَه للـعالمـين
وكـأنهم لا يسـمعون
كأنَّهـم لا يبصـرون !
وكـأنـمـا لا شـعبَ مـضـطهـد ولا مـتشــردون
وكـأنمـا لا مـوطنٌ وكأنما لا عائـدون !


سـيرى قوافل شعـبنا وتربّـَصي كل المفارق ْ
لابـد مـن طـوفان شعـبٍ ليـس تـرهـبـه البـنادق
لابـد مـن غـضبٍ يزمـجر في المغارب والمـشـارق
فاسـلكْ سبيـل الـحق يا شعَـب الـرِّباط ولا تفــارق
وإذا الشـهــيد دمـاؤه
سالـت فحنِّ بها البيارق

قـصد الحجارة إنـها نعم الرصاصُ لمن رماها
لمـا رأى طفلُ الربـاطِ عـزائماً خارت قواهـا
ورأى المـدافع تسـتـلذُّ سـكـوتـها وخـبا لـظـاها !
ورأى الـزعـاماتِ التي عقدت على ضيمٍ رجاها ورأى الـجـنود قـد اسـتطابت نـومها وحذت خُطاهـا !

بـوركـت يـا طفـَل الحجــارة إنـما أنت الرجلْ
فلـكم رجـالٍ نُبّهوا بـحصاك أم ضحـَّى بطـــل !
عرّفتهم كيـف الجهاد يـكون مـوصولَ الجمـــل ؟
والفـرن كيف لهيبــهُ يخبـو إن إفتقد الشـُّعل !

والحق كيف يعود ما
كان النضال له مثــل !!

يا ثـورةَ الـحجــر المبـارك يا جهـادَ المسـلمِ !
ســيري ولا تتوقفي وإذا بـدأت فتمـِّمي
وإذا دويـلاُت الـمهـازل نـهنهـت فـتقـدمــي
وإذا مـدافعها الهـزيـلة أعجـمت فتــكـلمـي !
وإذا لهيب الثـأر فيـها قـد خبـا فتـضـرّمي !

يـا ثـورة الـحجـر الـمبـارك كـلَّ يـوم جدّدي
وتفجَّري مشبـوبةً مثل السعير الموقـدِ
وإذا الحصارُ أتى على شعبي فلا تترددي ..
وتواصـلي لا تخمدي
لا تنكُصي لا تقعدي
حـتى ينـال الشـعـب حـقاً لم يصـُنْه المعـتدي
في دولـةٍ عــربيـةٍ
إسـلامها لـم يُجْحَـدِ !
وتعود أرض الطُّهر لي والقـدس تبـقى مسجدي !

1987م
1988م

رســـــالـــة

رسالتي أبعثها
لعامري السجون
من ليس ينحنون
ومَنْ لحافُهم لَظى
وفرشهُم أتون !
ويحكم السجَّان في رقابهم
والوجه والجبين
وليس يركعون
ويلعن الذي أتى
بهم ويسخرون !
والقيد في أعقابهم
لكن يهرولون !
وقبضة السجان
تضِجُّ بالمفاتيح العتيدة
-----------
البيادر الأدبي عدد 12
آذار 1992م

وهو يقول مُنعماً !
بالباب (قروان ) !
والسقف والجدران
والقفل والنافذة الوحيدة !
والأنف والجبهة واليدان
أطبقْن كلُّهن
على عُرَى القضبان ينتظرن
زيارةً موعودةً سعيدة !

أقول في رسالتي لعامري السجون
الصابرين ليس يشتكون
على الأذى فنون !
" مرحى لكم في صبركم ! "
" مرحى لكم في عزمكم ! "
وكلما السجان من أمامكم
مرَّ بكبريائه المزيَّفة
أو أبرقت في وجهكم يمناه
أو أرعدت بالوعد والوعيد شفتاه !


فكبّروا الله ولا تكبِّروا سواه !
وكُلّما القيدُ على معصمكم
عضّ بكلّ عجرفة
فأنتمو عُضُّوا على القرآن
والسُّنَّة المشرَّفة ..

رسالتي أبعثها لعامري السجون
من ليس ينحنون
ولو يبيُتَّون ..
في القيد للذقون
أقول في رسالتي لهم !
مرحى لكم في عزمكم
أقوى من السجون
مرحى لكم في صبركم
أرسى من الجبال والحصون !

وفي الختام يا أحبَّتي
يا عامري السجون !
لكم أقول في رسالتي :
كلُّ أذىً يصيبكم يهون


من أجل بلُّورية العيون
وضَّاحة الجبين
طويلة الأهداب كالسنابل
عروسة السواحل
تنتظر الآتين خاطبين ..
والمهر من صبرٍ ومن بذلٍ ومن يقين !

1987م








الذئب والكلاب

يُحكى بأن ذئبة وذئبـا
عاشا سعيدين بقرب خربـَة
واتخـذا بجنبها حظـيرة
فيها يقيلان لـدى الظهيرة
وأنجـبا من البنين أربعة
مؤسَّدين ولظـىً وزوبـعة
ومر وقتٌ جاء كلبٌ فثوى
في خربة الذئب فهشَّ فعوَى !
فجاءت الكلاب تسعى نحوه
وكثرت عدّاً وزادت قـُوة !
فاجتمعت يوماً وقالت : مالنا
وما لهذا الذئب يُضني بالنا
جراؤه تصخب في أسماعنا
وزوجه تبُول في أصقـاعنا
وعينُه " سرحانُ " كم أقعى لنا
على التلال يجتلي أحوالنا !
وفي غدٍ يشتدُّ منه الزند
ويكثر العدُّ ويقـوى الجندُ
فيبتديكم غـازياً ويعـدو
شـدُّوا علـيه قبلما يشـدُّ
فما مضى يومٌ وثانيه تلا
حتى رمَوا بالذئب في عرض الفلا !
وقتلوا اثنين من البنيـن وتركوا الأمَّ بــلا جنـين !
فلجأ الذئب إلى مغــارة
وأصبح الليثُ الهصورُ جاره !
علَّمه صيدَ الظباء والمها وكيف يسبق الوحوش كلَّها !
فألِف الذئبُ حياة الغــابة
وكاد ينسى كل مـا أصـاَبه
لولا حنينٌ لملاعب الصبا لم تُغنِ عنه غابةٌ ولا ظِبا
فبثَّ شكواه لمْلك الغاب وقال لابـد من الإيــاب
فأرسل الليث إلى الكلاب سفيره بمطلب الـذئـاب
وحقِّها في عودة حميدة لمسرح الطفولة السعيدة
فقالت الكلاب لا حقَّ لمن
يريد حقاً عندنا ولا سـكن !
ورجع السفيرُ حالاً بالخبر
وما تلاه في الورى حتى انتشر !
فكشَّر الذئب عن الأنياب وثبَّت السـهام في النّشاب
ومكَّن ابنيه كما تمكَّن وكَمَن الجميع أيَّ مكمـن !
وصار يصطاد من الكلابِ في جيئـةٍ لهم أو الايـابِ !
فضجَّت الكلاب من مصابها
ورفعت للمْلكِ شكوى ما بها
فقال تعلمون حقَّ الذئب لكنكم من حقِّه في غَصْب !
فقالت الكلاب بل نعطي له ما يبتغي إن كفَّ عنا قـتله
فما نما للذئب ذا المقال حتى طوى القوس مع النبال

عسى الكلابُ أن تفي بوعدها
فـلا تكونُ حـاجةٌ لشدِّها !
لكنها عادت إلى النكران منذ أن استشعرَت الأمــان
وذَنَبُ الكلب على اعوجاج وإن تقوِّمْـه على مِسْـحاجٍ!

فرجع الذئب إلى نضاله وشـدَّ قوسـه إلى نـبالـه
مستذكراً قولاً حكاه جدُّه ينـفع ماجدَّ لأمرٍ جــدُّه :
ليس الجهاد ساعةً بباطل وكل من عطّــَله فعاطل !
وسحَلَ الذئبُ كلاباً كُثْراً
وكان يرمي النبل عشراً عشــراً
وأرســل ابنه لظىً بنــار فتركت بيوتـَهم شـــرار
وحمَّل الزوبعة الحجارة فأنست الشيخَ بها وقـاره !
فلم تجدْ بداً من الرحيلِ وهـذه عاقـبة الدخيــلِ !

1987

ــــــــــــ
نشرت بصحيفة الاستقلال عدد 105 مايو 1999



سطور في سفر الانتفاضة
ـ1ـ
المبعد

في الهواء
أطلقوا نشَّابهم وانتظروا
أن يصاب القمر !
والضياء ..
ليس يَبْقى من سناه أثرُ !
ثم غاب القمرُ !
قدَّروا
أنهم قد أوقعوه ما دروا
أن يكون للقمرْ
من وراء الأفق وجهٌ آخرُ !!
ـ2ـ
ناصب العلم
في الغَسَقْ
ركَزَ الرايةَ في خاصرتِه

وانطلق
يبتغي أعلى مكان !
كي به رايتهُ
تأتلق !
لم يجدْ إلا عمودَ الكهرباء !
جال في خاطرته
أنه قد يجد الصعقة في دائرته
عاده بعض القلق
ثم ألقى نظرةً نحو السماء
في ومق !
وإشتياق وحنان
لرفاقٍ سبقوه للجنان
وتجّلت صورة الموطن في ذاكرته
وهو يشكو وطأة الأسر وذلَّ الامتهان !
ثم كالسهم مرق
مُصْعداً بالسهم من ناظرته
نحو أعلى نقطةٍ في الكهرباء !
ما تراه هو والنجم سواء ؟
فإذا ما ثبَّت الراية والعودة شاء
قدمٌ منه انزلق !

فاحترق !!
ما تراه هو والشُّهب سواء ؟!
1987م
ـ3ـ
الضحية

ظبيةٌ في زهرة العمر صبيَّة
قُسّم الحسنُ لها الشطرُ وللناس البقَّية !
بهجة الدنيا لأمٍ ولأب
زينة الحيِّ مِلاك الحيوية !
كم أدلَّت بجمالٍ وأدب
كم زهت بين البرية !

ذات يوم ..
بينما كانت بصحن الدار تلهو راضية
ليس يعنيها ولا حتى حديث الغاشية
ووراء الباب حقاً كان مثل الغاشية !
زمجراتٌ .. قعقعاتٌ .. طلقاتٌ داوية ..
طلقةٌ بالانشطار
وصلت للصحن من فوق الجدار !
والصبية
هي من مكان الضحَّية !
جاءها المطاط في عين وخلَّى الثانية
ليتها كانت عليها القاضية !
ما بقاءُ الحسن مالم يكُ محمودَ البقية ؟!
1988م

-4-
المطارد

إذ رأى القيد غليظاً
لا يطيق الدهرَ حملَه !
ورأى السجن قبيحاً
ورأى السجاّن مثله
والبلاد ..
طال في القيد يداها
وهي تستمضي فتاها ..
حطَّم القيد وحطَّ المدفع الرشَّاش بدَله
تاركاً سجاَّنه يلعق غلَّه !
تاركاً للجند جملة :
" وُلد اليوم مطارد "
-5-
البديل

ماذا أرى ؟
جندٌ ببيتي والصغارُ مروَّعون !
وبنادقٌ ممدودة ٌ نحو الجدائل والجفون !
ماذا أرى ؟
" إن الجنود بدارنا " صرخت تنوح بنيَّتي
" أدرك أبي لحقوا أخي ! " " والرعب هزَّ أخيَّتي ! "
ماذا جرى ؟
عشرون جندياً وقائدهم غلاماً يلحــقون
يبغون مصرعه جميعاً هل تراهم يستحون ؟
وكمثلهم عدداً .. جنودٌُ قد أحاطوا بالبناء
وكأنما هو موقعٌ في الحرب يُطلب بالفداء !
ماذا أرى ؟
البعض منهم قد توارى كامناً والآخرون
تبعوا الفتي بسلاحهم ورجاؤهم لا يخطئون
ماذا أرى ؟
قد أطلق الجنديُّ مطَّاطاً وحيّاً أتبعه
ذاك الذي من غيظه قد كان يرجو مصرعه !
وأنا أرى !
وأرى تميُّز غيظهم فوق الجباه وفي العيون ..
إذ أخطأوا الصيد الذي نفروا جميعاً يطلبون !
ماذا جرى ؟
لم يلحقوا بالأوًّل اجتاحوا فِداهُ الآخرا !
طفلاً ضعيفاً لم يجاوزْ عشرةً والأشهرا
ماذا أرى ؟
قد أحكم الجنديُّ قبضته على الطفل الرهين
والآخرون على أبيه الفوَّهات يصوِّبون
عجباً أرى !
ما أضخمَ الشاهينَ يُمسك بالمخالب زرْزرا
ويوُّد لو نصفين يشطرُ جسمه أو أكثرا
وأنا أرى !
هاهم برأس الطفل في عرض الجدار يحاربون
يبغون منه اسم الذي منهم تفلَّت قبل حين !
عجباً أرى !
ما أبشع الجنديَّ يضرب في الجدار برأس طفلي !
بل ما أجلَّ الطفل يرفض للمحقق أيَّ قول!
لم أحتملْ فصرخت بالجنديَّ ، قلت كفى مُجون
طفلٌ صغيرٌ قابعٌ بالركن ماذا تفعلون ؟
وتقدَّم الجنديُّ بالرشاش مني قائلاً :
" شِكتْ .. إيفو هتعودا ؟ "
هات الهوية قلت لا !
يكفيك أطلقت الرصاص على البنينَ الهاربين !
حتى دقَقت بحائطٍ رأس الصبيِّ المستكين !
ماذا جرى ؟
قد أطلقوه وإنما من بعدما قد أوجعوه
لم يرحموا طفلاً ولا قولاً صحيحاً صدَّقوه !
وأنا أرى !
ثم انثنَوا للبيت من غيظٍ أثاثاً يقلبون
ويفّتشون ويلعنون ! ينقّبون ويكسرون !
ماذا جرى ؟
نزعوا فؤادي عندما نزعوا خريطة بلدتي !
لم يكتفوا بالأصل حتى أُولعوا بالصورة !!
ماذا أرى ؟
فليـنـزعوها صورةً وليأخذوها مغرمَين
سأعيدها بالأصل ما إن يتركوها مرغَمين !
ويعود قلبي حيث منـزله ولي وطني يكون .
يوليو تموز 1989 م



مذبحة عيون قارة
ــ ريشون لتسيون ـــ *
يا بني صهيون لن تـُزجَي هباءْ
عند ريـشون دمـاءُ الشـهداءْ !
يا بني صهيون كـم مـذبـحةٍ
قد أبحتم في جموع الأبــرياء !
دير ياســينَ * وكفر قاسـم ٍ *
قبيبةٌ * بيتا وصبرا ، شـاتيلاء*
إن هــذا لعلـوٌّ ســافـرٌ
وفسـادٌ ضجَّ مـنه الأوليـاء !
" وإذا أحسنتـموا أنفــسكم
تكرمون وسيُجـزى من أساء !
-----------------
20 مايو 1990م
* قرية تقع غربي القدس ، وقعت مذبحتها على أيدي الجنود الإسرائيلية علم 1948م
* قرية تقع على الحدود الغربية للضفة الغربية ـ كانت مذبحتها عام 1956
* قرية إلى الجنوب من كفر قاسم - كانت مذبحتها عام 1953 م أعفى غلوب باشا على إثرها
* صبرا وشاتيلا مخيمان للفلسطينين المهاجرين في جنوب لبنان - وقعت مذبحتها عام 1982م
فاذكروا مـا صنع النازي بكم
يوم كنتم في الـبرايا ضعفـاء
وارقبوا يـوماً قريبـاً رُبما
جاء كـنا نحـن فـيه الأقوياء
ما يُــلام عنـده ذو وتـر
نـالـه منـكـم نكالٌ وفنـاء !
لا ولا تنفع ( لو ) فيما مضى
أو تفيـد " ليتنا " عدنا وراء ! "
هذه دولتكم قامــت ومـا
شئتـمو لكنّمـا القـيـّوم شـاء
ومضيتم تحشدون جمعكم
في فلسطينَ وتُعلُون اللــواء !
وتعيثون فساداً في القـرى
وتهيمون علوّاً في الســماء !
ليحقَّ القـول فيكـم إنـه
من إلهٍ قولُ صدقٍ ووفـــاء :
إن لله عـبـاداً سـجـّداً
مـؤمنين مخلصـين أتقـــياء

يدخلون المسجد الأقصى إذا
مـا علوتم فيه يُعـلُون الـبنـاء
ويسـوءون وجـوهاً طالما
طالـت الـرفعة مـنا والسَّــناء
أيها العُرب أفيقوا واعلموا
أنكم مـن غـير إسـلامٍ هَـباء !
طمع الأدنى بكم واستنسرت
إذ تفـَّرقـتم بغـاثٌ وحُـــداء !
وتولَّى المجد عنكم معرضاً
إذ توليتـم ولـم تـعطُوا الـولاء
فارجعوا للدين أحُيوا عهـده
إنـما الـوعـد مـن الله وفــاء
يُزهق الباطلَ ، يُعلى دينه
وإن الكُفّـار أعمــاهم إبــاء
ويُحِقُّ الحق مهما كرهوا
أو غـدا بعضٌ لبعضٍ حلفاء !!
ملاحظة :
منعت الرقابة الإسرائيلية نشر هذه القصيدة في مجلة البيادر الأدبي في حينها ! مايو 1990 م


إشـــارات

-1-
يا حيَّنا الجديد .. يا حيَّ الأمل !
يا رابع المعسكرات في مراحل النُّقلَ !
ورحلة الضياع والمَلل ...
منذ الكهوف .. فالرمال .. فالمربَّعات فالفِلل ..
كبرت يا حي الأمل ..
تطاولت عمائرٌ فيك ودورٌ ومؤسـّسات
عجَجْت بالبنينَ والبنات .. !
الحاجلين والمحجَّلات ..
عججت بالحبال مثقلات
بالماء والغسيل والحُلل
وارتفعت من خلـف جدران البيوت فيك
سعفُ النخيل..
وهذه عمارةٌ بيضاءُ شامخة
تلمع في الأصيل
وذلك الشبَّيط .. والحنّون
بزهره الأبيض والأحمر فوق أختها يميل !
أو ليلكيِّ اللون في عين الضحى جميل
ورفرف الحمام طائراً من الشمال لليمين
وزقزق الدورىُّ بين أفـرع اللــيـمون
والتين والزيتون ..
أقسمتُ بالخالق يا دورىُّ ، يا حسُّـون !
أقسمت بالرحمن يا زيتون
ولو ملأتَ حينَّا الجديد
بالورق الأخضر والغصون
وأنت يا حبال مهما طُلْتِ أو
أُثقلْتِ بالغسيل والصابون
وانتَ يا نخيل ..
بالتمر مهما جئتنا والسَّـعَف الظليل
والليف والعرجُون
والله لن تكون ..
عن بيتنا القديم في الساحل والجليل
انت البديل .
-2-
مستأنياً قد مرَّ بي هناك
لكنه مع ذاك
لم يطرحْ السلام
ولا كما تعوَّد الكلام !
سألت نفسي : لِمَ وعلام ؟
نظرت خلفي ثم للأمام
وعن يميني ثم عن شآم
وجدتُها ! كانت على الطِّوار
حسناء كالنُّضار
والتِّبر واللُّجين .
وحانت التفاتةٌ سريعةٌ قصيرة
منّىَ نحو وُجْهة العينين
منه وجدتُها إلى اليدين
منها ونحو الصدر والنهدين
مع أنه قد أرسل اللحية مٍرْودين !
وسبحةٌ في عنقه عدا التي تنتظم اليدين !
وصار منّى قاب قوسين أو السهمين
لكنه مع ذاك ..
لم يطرح السلام !
عيناه في البنان واليدين
منها وفي الصدر وفي النهدين !!!
كانون أول 1990 م
 
-3-
تاريخك الطويل

وعهدك البعيد
والواقع الذي يفي بمُحْكم الدليل
يشي بأنك المدان
رغم إنكارك يا جميل !!
1993م
 
-4-
أُمّاه .. أماه !
في عيدك السبعين
كم أنتِ في وجه الخطوب صابرة !
وتصبرين ..
كم صرتِ غير قادرة !
وتكدحين !
أرثيك قبلما الرثا يحين !
فما الذي قد تركته منك سبعون من السنين ؟
إلا كويمةً من الحطام !
وما الذي قد أورثت من قدِّك الأيام ؟
إلا تواليفَ من العظام !
وما تزالين تكابرين تعملين !
ووجهك الدليل في غضونه

ملامح الشموخ والمقاومة
وتنشطين ليس تسأمين
كنحلةٍ على خلاياها تظُّل قائمة
وما تزالين تدبِّرين
فها هنا أراك تكنسين
وها هنا محنيَّة الظهر تنظّفين
وها هنا بجانب التنّور تخبزين
وأجمل الطعام تصنعين
وفي صعوبةٍ تسوّين قويمةً وتنهضين
وتجلسين بعد مشوارٍمن الكفاح تجلسين
جنبي وتشتكين ..
وترسلين صيحةً فيها من الأنين
ونبرة الإحباط : لا أدري ـ حبيبي ـ ما الذي جرى بي ؟
ما عاد لى حولٌ كما قد كنت في شبابي !
وتنصتين عندما أقول في شجون :
أُماه ماذا تتوقعين ؟
في عيدك السبعين
أو ترتجين بعد كلِّ هذه السنين ؟
وتفرحين تفرحين عندما أقول في حنين :
أماه ! يا أماه !

كم أنت صابرة !
وترسلين صيحةً جديدةً فيها من الأمل
والقوة التي عهدت فيك
منذ أقدم السنين :
أمضيتُ يا بنيَّ عمري صابرة
وسأظلُّ صابرة !
أكتوبر 1996م









عرفان
أياديكم علينا ظلُّها ممدود ..
وحبلٌ في هواكم بيننا مشدود
ونعرف أنكم جْدتم ..
وما بعد الذي جْدتم به من جود
ونعرف أن ردَّ جميلكم مفقود
ولو صرنا مداداً في كتاب مديحكم ممدود ..
يسطرّ سيرةَ الشجعان

فهاماتٌ لكم تعلو بها الأعناق
وأرواحٌ بعلّيّين مثواها وفي الأعماق
جذورٌ من سناها تنُسِغُ الأوراق
لتثمرقبضةً أخرى من الفرسان

وأجسادٌ لكم مزجت أريجَ رفاتِها بتراب
ورَّوته بحورَ دِماً
لَيْنبت حنظلاً وصآب
يصبٌ بحلق من حرم الصغير أ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hhh-2.roo7.biz
 
ديوان"النقش على الهواء" للشاعر ((رفيق أحمد علي))
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة (داء ودواء) للشاعر (رفيق احمد علي)
» قبل ما تكتب اقرأ " قوانين المنتدى العام" هام جداااا
» برشلونة يحسم "الكلاسيكو" ويستعيد قمة الليغا
» على ذمة صحيفة بيلد الألمانية " ريبيرى لاعبا لريال مدريد الموسم المقبل

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات غرام :: ( القسم الأول ) :: منتدى الشعر وهمس الخواطر-
انتقل الى: